الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة النوري بوزيد يقدّم درسا في صناعة شريط وثائقي

نشر في  27 أفريل 2016  (11:24)

 تحدث المخرج السينمائي التونسي النوري بوزيد خلال محاضرة قدمها في تظاهرة «وثائقي في تونس»، عن كيفية ومتطلبات العمل على الشريط الوثائقي، مستندا على تجارب مختلفة ومتباينة.
تطرق النوري بوزيد في البدء الى الأشرطة الوثائقية التي صورت الاحتجاجات ما بين 17 ديسمبر و14 جانفي 2011 والتي تعد بالمئات، معتبرا أن هذه الأشرطة استجابت للظرف الطارئ التي مرّت به البلاد، من مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن وأحداث اجتماعية وسياسية غريبة، قلما شهدتها البلاد عبر تاريخها.
وأكد بوزيد في محاضرته أن هذه الأشرطة، رغم بساطتها، ونظرا لتصويرها بأدوات بسيطة، على عجلة ودون انتقاء، أنها على درجة عالية من الأهمية، باعتبارها وثّقت الذاكرة الجماعية التي عاشها التونسيون في تلك الفترة.
وقال النوري بوزيد، إن العمل على الشريط الوثائقي، ينطلق من مقاربات علمية دقيقة، تستوجب اختيار موضوع معين، ومن ثم البحث والتدقيق فيه، وانتظار الحدث المناسب الذي سيتم العمل عليه، أي على عكس الأشرطة الروائية التي يطغى فيها العامل الذاتي على الموضوعي.
وفي هذا السياق، قال بوزيد، إنه هنالك أعمالا وثائقية تونسية، اشتغل عليها ثلة من المخرجين والمصورين بحرفية، على الرغم من الظرف الطارئ والمتغيرات اليومية، مثل شريط «بابيلون» للمخرجين علاء الدين سليم وإسماعيل ويوسف الشابي الذي سلط الضوء على حياة اللاجئين بمخيم الشوشة ببنقردان، موضحا أن فريق عمل هذا الشريط، كان يتناقش حول النقائص والأعمال التي يمكن اضافتها أو حذفها بناء على المتغيرات اليومية، قبل وبعد كل يوم تصوير.
وأردف بوزيد أن العمل على شريط وثائقي متقن وبحرفية عالية، يتطلب ايجاد التمويلات الكافية لتوفير أدوات العمل من آلات تصوير ومسجلات صوت عالية الجودة واضاءة، وقال المحاضر في هذا الإطار ان توفير آلات تسجيل متطورة على سبيل المثال تتيح لنا سماع أصوات ليس بامكاننا سماعها، مثل حركات الحشرات الصغيرة أو العملية الجنسية بين الحيوانات، وهذه الأصوات بامكانها أن تعطي معنى بدورها.
و اعتبر أن ايجاد الشخصية المناسبة التي تشد انتباه المشاهد وطرح مواضيع تساعد المشاهد على التفكير مثل «التغير المناخي أو مرض السيدا»، ضروري لكي لا يحسّ المشاهد بالملل.
كما شدد على أن الوثائقي يستوجب وضع آلة التصوير في المكان المناسب، اذ قد يتطلب تصوير المشهد المطلوب الانتظار لأشهر عديدة أو حتى سنوات.
ومن الأدوار المهمة التي يلعبها الشريط الوثائقي، وفق قول بوزيد، هي دوره ضد السلطة وتجاوز الخطوط الحمراء وتسليط الضوء على الحقائق، محذرا في المقابل من الأشرطة الوثائقية التي تتعمد المغالطة وتوجيه الرأي العام.
ونستخلص من مداخلة النوري بوزيد، أن تصوير فيلم وثائقي يتطلب 4 عناصر أساسية وهي كالآتي:
ـ اختيار موضوع بعينه والبحث في المراجع
ـ النظر في ما يمكن تصويره حول الموضوع
ـ التحري على الميدان
ـ تدوين الاشكاليات ومحاولة ايجاد حلول لها

نضال الصيد